نام کتاب : الولاية نویسنده : ابن عقدة الكوفي جلد : 1 صفحه : 6
وجمع الناس في الرحبة أيام خلافته بعد خمس وعشرين عاما تمر على واقعة الغدير ، فأنشدهم الله أن يشهدوا بما سمعوه من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك اليوم ، ولا يقوم للشهادة إلا من قد سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورآه ( 1 ) . ومنذ ذلك اليوم فقد هيأ الله تعالى رجالا لتدوين هذه الواقعة العظيمة في كتب ورسائل وموسوعات لا زالت صحائف التاريخ مشرقة بأنوارها . فكان أول من بادر إلى هذه المهمة التابعي الكبير صاحب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سليم بن قيس الهلالي ( ت 76 ه ) في زمن منع تدوين الحديث . وتوالت بعد ذلك الكتب في ثبت تلك الواقعة وبيان تفاصيلها ، فقال ابن كثير : إني رأيت لمحمد بن جرير الطبري كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين ( 2 ) . وقال أبو المعالي الجويني : رأيت مجلدا في بغداد بيد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه : المجلدة الثانية والعشرون من طرق قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ( 3 ) . ومن جملة الكتب التي ألفت في هذا الشأن وربما من أهمها ما ألفه الحافظ الكبير الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المتوفى سنة 332 ه . فقد أخرج حديث الغدير من مائة وخمس
1 - قال الحافظ الذهبي عقب إيراده حديث المناشدة في ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ الإسلام ، 3 / 632 : له طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدق بعضها بعضا . 2 - البداية والنهاية : 11 / 147 . 3 - ينابيع المودة لذوي القربى : 1 / 113 . وقد أحصى العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي ( رحمه الله ) ما صنف في واقعة الغدير خلال أربعة عشر قرنا في كتاب أسماه ( الغدير في التراث الإسلامي ) .
6
نام کتاب : الولاية نویسنده : ابن عقدة الكوفي جلد : 1 صفحه : 6