نام کتاب : الولاية نویسنده : ابن عقدة الكوفي جلد : 1 صفحه : 5
تمهيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أرسل الأنبياء رحمة للعالمين ، ونصب الأوصياء بعدهم حججا مجاهدين ، من لدن آدم إلى يوم الدين ، ليحيى من حي عن بينة ، ويهلك من هلك عن بينة . وبعد ، فقد بلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) رسالة ربه ، وأدى ما ائتمن عليه ، ونصح لامته ، فقبض وليس للناس على الله حجة وقد بين لهم ما فرض الله عليهم من الحلال والحرام ، وما يقربهم ويبعدهم منه تعالى . وقد تجلى ذلك التبليغ في غدير خم حيث أنزل تبارك وتعالى : * ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس . . . ) * ( 1 ) فنعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليهم نفسه الكريمة في ذلك الموضع ، وأشهدهم على ذلك التبليغ ، وأمر أن يبلغ الشاهد منهم الغائب ليخرج عن مسؤوليتهم فيما لو رجعوا كفارا بعده . فبلغ ما أنزل عليه من ولاية علي ( عليه السلام ) بعد إقرارهم له بأنه أولى بهم من أنفسهم ، وبعد أن ذكرهم بطائفة من الأمور مما يجب عليهم الاعتقاد بها كالتوحيد والنبوة والموت والبعث والساعة والجنة والنار . وهنأ المسلمون الإمام ( عليه السلام ) في ذلك اليوم إمرته ، وباركوا له ولايته . وقد اهتم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بهذا الحديث ، وحرص على تركيزه في أذهان الناس ، فلم يزل يذكرهم به ما سنحت له الفرصة كدليل على حقه في الخلافة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فناشد أصحاب الشورى بالحديث ،
1 - المائدة : 67 .
5
نام کتاب : الولاية نویسنده : ابن عقدة الكوفي جلد : 1 صفحه : 5