نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 9
ثم انتقلت تلك الحقيقة العلوية والنطفة المصطفوية ، عبر الأنبياء المعصومين والأوصياء الميامين ، إلى عالم الهداية البشرية ومكان التشريف الإلهي ، فأفاضت على الكونين ، وأظهرت ما عم الخافقين ، علما وعملا . ثم عادت إلى مبدئها الأزلي ، ومقرها الأبدي في ظلمات النور وقرب الرب المعبود عزت آلاؤه . * قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته ، لكيلا تبطل حجج الله على عباده ، أولئك هم الأقلون عددا ، الأعلون عند الله قدرا ، بهم يحفظ الله حججه . هجم بهم العلم على حقيقة [ الايمان ] ، فاستلانوا ما استوعر منه المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه ، ودعاته إلى دينه ، آه ثم آه واشوقاه إلى رؤيتهم " ( 1 ) . عوالم ثلاثة نزولا وصعودا ، من الله والى الله وهم في ذلك لا يفكرون إلا في مرضاة الله ، وإطاعة أوامره العلية في هداية البشرية . مراتب كان لا بد من تفصيل القول فيها لنتعرف على أئمة الهدى واصل التقى ، معرفة دقيقة من القرآن الكريم ورواياتهم الشريفة ، فاستصوبت من عيون كتب العامة والخاصة معا لأنه إذا اتفق المتضادان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما . معرفة مستوعبة موضوعية لجميع المفاهيم المرتبطة بهم والمتعلقة فيهم ، منذ ابتداء أنوارهم وحتى رجعتهم الينا ، مرورا بشفاعتهم ورؤيتهم . فكان كتاب ( آل محمد : بين قوسي النزول والصعود ) . كان هذا الكتاب ليعيد الأذهان إلى فطرتها التي تخلينا عنها بمرور الزمن ، فأصبحنا إذا سمع البعض منا كرامة ، أو معجزة لأحد الأطهار قال : حدث العاقل بما يعقل ؟ خرافات أو غلو ؟
1 - تذكرة الخواص : 132 الباب السادس وصيته إلى كميل بن زياد .
9
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 9