نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 87
أشباح أم أنوار ؟ بعد هذه الطوائف من الروايات يصل الانسان إلى حد القطع والتواتر بوجود عالم الأنوار لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وانهم كانوا يعبدون الله ويقدسونه . اما كيفية هذه الأنوار أو الأشباح فما يستفاد من مجموع الروايات انها أنوار وأسماء لها جنبة مادية ، وذلك أن بعض الأحاديث كانت تقول ان آدم رأى تلك الأنوار وتوسل بها ، وبعضها يشير إلى عددها وان المهدي القائم ( عج ) في وسطهم . فهذا يدل على أنهم أنوار محدقين بمكان ما يعبدون الله ويسبحونه . بل منها ما يشير إلى أن الله خاطبهم فأجابوه بالتسبيح ، وكانوا امام الملائكة وهم الذين علموهم التسبيح والتقديس ، فهذا يدل على أنهم أنوار يتكلمون ويشاهدون ، وانهم ليسوا مجرد أشباح ، كما قد يدعيه من لم يقف على هذه الروايات التي تقدم بعضها . نعم ورد في رواية عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) : " يا جابر ان الله أول ما خلق خلق محمدا ( صلى الله عليه وآله ) وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله . قلت : وما الأشباح ؟ قال ( عليه السلام ) : ظل النور أبدان نورانية بلا أرواح ، وكان مؤيدا بروح واحدة ، وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله ، وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ويصلون الصلوات ويحجون ويصومون " ( 1 ) . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " ان الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ، ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ، ثم خلق من ذلك النور محمدا ( صلى الله عليه وآله ) وخلقني وذريتي ، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور ، واسكنه في أبداننا فما زلنا
1 - أصول الكافي : 1 / 442 مولد النبي من أبواب التاريخ ح 10 .
87
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 87