نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 76
المطلب ، ثم إلى عبد الله ، ثم إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ، فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانية ، واستدعى الفهوم إلى قيام بحقوق ذلك السر اللطيف ، وندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل . فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور واهتدى إلى السر ، وانتهى إلى العهد المودع في باطن الامر وغامض العلم ، ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة استحق البعد ، ثم لم يزل ذلك النور ينتقل فينا ويتشعشع في غرائزنا ، فنحن أنوار السماوات والأرض ، وسفن النجاة ، وفينا مكنون العلم ، وإلينا مصير الأمور ، وبمهدينا تقطع الحجج ، فهو خاتم الأئمة ، ومنقذ الأمة ، ومنتهى النور ، وغامض السر ، فليهن من استمسك بعروتنا وحشر على محبتنا " ( 1 ) . وروى شعبة ( وسعد بن الحجاج ) عن هشام بن يزيد والشيخ المفيد يرفعه اليه : قال : " كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد وابن أرقم عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) وساق الحديث : إلى أن قال ( صلى الله عليه وآله ) : " خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم نقلنا إلى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . فقلت : يا رسول الله فأين كنت وعلى أي مثال كنتم ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله تعالى ونحمده . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : لما عرج بي إلى السماء ، وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرائيل ( عليه السلام ) ، فقلت : حبيبي جبرئيل أفي هذا المقام تفارقني . فقال : يا محمد اني لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي . ثم زج بي في النور ما شاء الله ، فأوحى الله إلي : يا محمد اني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا ، ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام بعدك ، واخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي ، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار ،
1 - تذكرة الخواص : 121 - 122 الباب السادس - خطبة في مدح النبي والأئمة ، ومروج الذهب : 1 / 17 - 18 ط . مصر و 43 - 44 ط . بيروت - باب ذكر المبدأ وشأن الخليقة .
76
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 76