responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور    جلد : 1  صفحه : 46


" الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه " ( 1 ) .
ويضرب لذلك مثالا المرآة ، فإنها عندما تعكس صورة الشخص فليس الصورة المعكوسة في عرض الشخص ولا في طوله ، انما هي بالدقة تدل على الشخص ، وآية عليه وعلامة ، فليس لها شئ ذاتي مستقل ولا عرضي من نفسها ، انما كل الصورة هو من الشخص ، فهي مظهرا ومتجلا لصاحبها .
فكذلك الولي الحقيقي لله تعالى ، فعند تصرفه بالأمر التكويني فهو يعكس قدرة الحق تعالى ويظهر عظمته وقدرته ، ويجلي أمره التكويني .
قال تعالى مخاطبا نبيه الأعظم : * ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) * ( 2 ) .
فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الحاكم ، ولكن ليس بالاستقلال ولا بطول حاكمية الله تعالى ، بل حكمه مظهرا لحكم الله تعالى ، ومن خلال حكمه ( صلى الله عليه وآله ) بين الناس يتجلى حكم الله ، وتتجلى حاكمية الله من خلال إعمال حاكمية النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) .
وفي الحديث : " من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت " .
فحياة الانسان مظهرا لحياة الله تعالى .
قال الحكيم السبزواري : ثم المراد من الحي بحياة الأول والقيوم بقيوميته ، لا الذي لا يكون شيئا بحيال نفسه إذ لا تشريك في امر الله الواحد القهار ( 3 ) .
وقال : كذلك فعل زيد مع كونه فعله فعل الله ( 4 ) .
ومراده تبيين الامر بين امرين ، ونفي الجبر والتفويض ، فحقيقة الامر بين امرين هي نسبة الفعل للانسان في عين نسبته للحق تعالى : * ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) * ففي عين انه رمى نفى عنه الله الرمي وأثبته الله تعالى لنفسه ، فالمعنى ان رميك ليس رميا حقيقيا انما هو رمي ظلي ، والرامي الحقيقي هو الله تعالى ، وهذا


1 - نهج البلاغة : 155 الخطبة 108 . 2 - النساء : 105 . 3 - شرح دعاء الصباح : 159 - 160 . 4 - شرح دعاء الصباح : 183 .

46

نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست