نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 42
أصحاب الدعوة المجابة ، ولم يكن فيه ضرر على الغير ، وهذا كله لا يشترط فيه العلم بالاستجابة وأسباب الأمور ، ولا بالتحقق وعدمه . وبذلك يفترق عن الولاية ، لان الولاية ليست عبادة مخصوصة ، انما هي حق طبيعي وتصرف كوني يمنحه الله لمن يشاء من عباده على حسب قربهم وطاعتهم . وفي الولاية يعلم الولي بأسباب الفعل وتفاصيله وما ينتج عنه وما يصدر منه ، ويعلم بتحقق فعله وتمني امره ، بل لا يصدر منه التصرف ولو كان قلبيا - إلا بعد قطعه بالتحقق وحصوله خارجا ، بل إرادة الإمام في الولاية مقارنة لتحقق الفعل . وأيضا في الدعاء الداعي لا يتصرف بل يطلب من الله التصرف وتحقيق الفعل . أما في الولاية فالولي بنفسه يحقق الفعل ويتصرف بإذن الله تعالى . على أنه لا يشترط في الدعاء الاستجابة عكس الولاية ، فلا بد ان ينفذ الامر التكويني ، فإنه لا يتخلف البتة - كن فيكن - وإلا لما كان امرا تكوينيا . لذا جاء في الحديث القدسي لموسى ( عليه السلام ) : محمد وعترته فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت [ - ه ] عند الجهل علما ، وأعطيته قبل السؤال ، وأجبته قبل الدعاء ( 1 ) . فإجابة الله له قبل أن يدعو دليل على أن مجرد رغبة العبد بالشئ قبل أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء تحققه . نعم أدعية آل بيت محمد ( عليهم السلام ) مستجابة ، كما دلت عليه الروايات المستفيضة - فيما يأتي - فعند دعاء الإمام بالشئ يحصل بلا توقف ، لان الإمام لا يطلب من الله إلا ما يريده الله ويحبه . وهل هناك فرق بين ولاية آل محمد التكوينية ودعائهم ؟ ! اما بالنسبة للنتيجة فواحدة وهي حصول الفعل وتحققه مباشرة وكونه موافقا لطلب الله وإرادته وحبه .
1 - مشارق أنوار اليقين : 149 .
42
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 42