نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 245
وتصرفهم مشروط ذلك بعدم ادعاء الربوبية لهم . واثبات الولاية التكوينية المطلقة لهم ( عليهم السلام ) ليس فيه هذا المحذور ، لبداهة ان كونهم واسطة في الفيض ، أو انهم يرزقون العباد ويحيون الأموات وما شابه من هذه الأمور ، ليس خارجا عن قدرة ومشيئة واذن الله ، نظير اعطاء الاحياء والإماتة للملائكة وكذلك الرزق ، وليس المدعى بأكثر من ذلك ، كما يأتي تفصيله في مفاد الأدلة فارتقبه . وأحاديث : " لا يقاس بهم أحد " تفيد أيضا اعطاءهم الكثير من الولايات التكوينية ، لأنهم لا يقاسون بإبراهيم ( عليه السلام ) مع أنه كان يخلق بإذن الله ، ولا يقاسون بعيسى ( عليه السلام ) مع أنه كان يحيي ويبرء المرضى بإذن الله ، ولا يقاسون بآصف مع أنه كان يتصرف بالأرض ، ولا يقاسون بمريم والخضر ( عليهما السلام ) مع ما تقدم لهم من الولاية التكوينية . وكذلك لا يقاسون بجبرائيل ولا بميكائيل ولا بإسرافيل ولا بعزرائيل مع كونهم وسائط في التدبير - كما يأتي - في الاحياء والإماتة والرزق والخلق وتصريف أمور الله تعالى ، فمع كل هذه الولايات التكوينية للملائكة فان آل محمد ( عليهم السلام ) لا يقاسون بهم ، ولا ولاية محمد وآله ( عليهم السلام ) تقاس بولايتهم ، فهم أفضل وأكمل ، وولايتهم التكوينية أوسع وأشمل . * أما صحة مضامين هذه الطائفة ، فقد رويناها من عدة طرق ومن مجموعها يحصل للإنسان استفاضة هذا المضمون ، وإذا لاحظنا الطوائف الأخرى المتقدمة والآتية فانا نصل إلى حد القطع بصدق المضامين وعندها يصح القول بتواتر ثبوت الولاية التكوينية لآل محمد ( عليهم السلام ) ، خاصة مع ما تقدم من آيات تدل على هذه الطوائف .
245
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 245