نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 123
فذلكة : اعلم وفقنا الله وإياك ، ان بعض هذه الأحاديث تشير إلى خلق أبدان الأئمة وبعضها إلى خلق نورهم ( عليهم السلام ) ، وانهم أول من نطق في عالم الذر واخذ الميثاق . وكأن الله خلق أول الخلق آل محمد ( عليهم السلام ) فوضعهم حول عرشه كأشباح يشع منهم النور - كما تقدم - وتكون الأشباح غير الأبدان التي خلقهم بها في عالم الذر . وعندها لا يشكل علينا كون الأحاديث المتقدمة فيها ان الله خلق الماء والعرش قبل آل محمد ، لأنا نقول هذه مرحلة خلق الأبدان بعد أن انتهت مرحلة خلق الأنوار والأشباح لآل محمد ( عليهم السلام ) . ويكون الله تعالى خلق أبدان الأئمة أيضا أول شئ ، ثم خلق بقية الأبدان ، وهذا دليل أيضا على أن أول الخلق كأبدان هو خلق أبدان الأئمة ، كما أن أنوارهم أول الأنوار في الخلق ، وكما ان أرواحهم أول الأرواح في ابتداء الخلق . وهل كان خلق الأنوار والأشباح قبل خلق أرواحهم أم العكس ؟ المظنون به كما تشير اليه بعض الروايات المتقدمة - ان خلق الأرواح أولا ، بل قال صدر المتألهين في العرشية أنه من ضروريات المذهب ( 1 ) ، ذلك أن روايات عالم الأنوار كانت تقول انهم أنوار حول العرش يسبحون الله ويقدسونه . وهذا يدل على وجود الروح في تلك الأنوار والأشباح ، وإلا لما صدق التسبيح والتقديس ، إضافة إلى بعض الروايات التي تقول انهم علموا الملائكة التسبيح والتقديس ، فلا محال الروح القدسية لآل محمد كانت موجودة في ذلك الوقت . هذا وسوف يأتي في رواية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " ان الله خلقهم نورا ، ثم روحا ، ثم بدنا قبل كل شئ " ( 2 ) .