نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 57
المقدمة الثالثة : شرائط منح الولاية التكوينية الولاية التكوينية قدرة يمنحها الله لخاصة أوليائه الذين يتقربون من الله تعالى تقربا يصبح سبحانه وتعالى سمعهم وابصارهم وأيدهم . كما في حديث التقرب بالنوافل المستفيض : " لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله ، ففي يسمع ، وبي يبصر ، وبي ينطق ، وبي يبطش ، وبي يمشي " ( 1 ) . وله ألفاظ أخرى ( 2 ) . قال الشيخ حسن زاده آملي : بل إن هذا الشخص ، ولأن الحق يكون عينه التي يرى واذنه التي بها يسمع ، وعين جوارحه وقواه الروحية والجسمية ، فان تصرفه الفعلي أيضا يكون كالحدس والجذبة الروحية ، حتى يصير قوله وفعله واحدا ، ولا يحتاج إلى الامتداد الزماني في حركاته وانتقالاته ، بل يصير محلا لمشيئة الله ومظهرا ل ( انما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) حيث يتحد عندها القول والفعل ( 3 ) . وقال الخواجة نصير الدين الطوسي : العارف إذا انقطع عن نفسه واتصل بالحق رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلقة بجميع المقدورات ، وكل علم مستغرق في علمه الذي لا يعزب عنه شئ من الموجودات ، وكل إرادة مستغرقة في إرادته التي يمتنع ان يتأتى عليها شئ من الممكنات . بل كل وجود فهو صادر عنه فائض عن لدنه فصار الحق حينئذ بصره الذي به