responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور    جلد : 1  صفحه : 58


يبصر وسمعه الذي به يسمع وقدرته التي بها يفعل وعلمه الذي به يعلم ووجوده الذي به يوجد ، فصار العارف حينئذ متخلقا بأخلاق الله في الحقيقة ( 1 ) .
إذا هناك شروط لابد ان تتوفر في صاحب الولاية قبل أن يضفي الله عليه ولايته التكوينية ، وبحسب استعدادات ذلك الولي وفنائه في الله يوسع له الله تعالى في حدود ولايته ، فمنهم من يستطيع ان ينقل عرش بلقيس ، ومنهم من يعطيه احياء طير ، ومنهم من يعطيه ايجاد الطعام .
وسوف يأتي ان منهم من يمنحه طي الأرض ، والتي هي أقل من نقل عرش بلقيس لأنه إضافة إلى طي الأرض منحه الله جمع الأمكنة ونقل بعضها .
وبعضهم يمنحه الله تعالى احياء الأموات وتحويل التراب إلى ذهب وهكذا .
وعليه فلا بد من البحث عن استعدادات أهل البيت ( عليهم السلام ) لتلقي ولاية الله التكوينية ، ومدى تعلقهم بالله تعالى .
قال الإمام الخميني ( قدس سره ) : فالسالك إذا تجلى له ربه بكل اسم اسم ، وتحقق بمقام كل اسم خاص ، صار قلبه قابلا للتجلي بالاسم الجامع الذي فيه كل الشؤونات وتمام الجبروت والسلطان بالوحدة الجمعية والكثرة في الوحدة أولا ، وبالكثرة التفصيلية والبقاء بعد الفناء والوحدة في الكثرة ثانيا .
ولم يتفق لاحد من أهل السلوك وأصحاب المعرفة بحقيقته إلا لنبينا الأكرم والرسول المكرم ولأوليائه ( عليهم السلام ) الذين اقتبسوا العلم والمعرفة من مشكاته والسلوك والطريقة من مصباح ذاته وصفاته ( 2 ) .
وقال الحكيم السبزواري : اعلم أن جميع الأنبياء والرسل من آدم إلى عيسى ( عليهم السلام ) مظهر من مظاهر خاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وجميع الأوصياء والأولياء مظهر من مظاهر سيد الأولياء علي ( عليه السلام ) ، لقوله ( صلى الله عليه وآله ) :
" بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا " ( 3 ) .


1 - شرح الإشارات والتنبيهات : 3 / 389 عنه السير إلى الله : 79 . 2 - شرح دعاء السحر : 160 . 3 - شرح دعاء الجوشن : 104 ، وجامع الاسرار : 382 - 401 ح 763 - 804 ، والمراقبات : 259 .

58

نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست