نام کتاب : الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ص ) نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 98
وباعتبار أن أحد مكونات الفعل التكويني وهو مبدأ ، من المبادئ التي يمكن اختراقها - كما سيتبين لنا - فهو بطبيعته إذن قابل فلسفيا لأن يكون خاضعا لمن لديه القدرة على إخضاعه ، وإلى هذا الأمر يتوجه أمر الولاية التكوينية التي تتم عبر التسلط على مادة هذا المبدأ ، فمن له الولاية التكوينية يمارس هذه الولاية من خلال تمتعه بقدرة مفترضة على اختراق نظام العلية ، لكونه - أي هذا النظام - قابلا للاختراق . ولكن وبسبب أن المكون الثاني للفعل الكوني ، - وهو الإرادة الإلهية المباشرة - غير قابل للاختراق كما عبر عن ذلك النص الشريف : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) [ يس / 82 ] ، لذا فإن آلية الولاية هنا مستحيلة - فلسفيا - من خلال التسلط ، ولكنها قابلة وممكنة من خلال التقرب من مصدر هذا المكون ، واستحصال القدرة على ممارسة الولاية منه ، وهو ما عبرت عنه نصوص كثيرة كما في قوله تعالى وهو يخاطب النبي عيسى ( عليه السلام ) : ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني ) [ المائدة / 110 ] ، فهنا يشير النص الشريف إلى وجود قدرة لدى عيسى ( ع ) على ممارسة
98
نام کتاب : الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ص ) نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 98