responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي    جلد : 1  صفحه : 521


قتلهم وقتالهم في زمن عقد الصلح على ترك محاربتهم . هذا بالنسبة إلى المشركين .
كما أنّ قوله تعالى : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاَْخِرِ وَلاَيُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَيَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ ) [1] وارد كما ترى في أهل الكتاب ، وقد حكم بوجوب قتالهم إلى أن يعطوا الجزية ، فيدلّ على وجوب قتالهم وإدامته إلى أن تحصل هذه الغاية ، وعليه فرفع اليد عن قتالهم في زمن المهادنة خلاف ظاهر هذه الآية .
فبعد ملاحظة هاتين الآيتين لا يبقى مورد لمدلول آية الأمر بقبول الصلح ، فلا محالة يحكم بانها منسوخة .
وربما يقال بكون آية الصلح منسوخة من طريق آخر وهو ما في تفسير القمّي ذيل الآية ، ففيه : قوله : ( وَإِنْ جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) قال : هي منسوخة بقوله : ( فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ ) نزلت هذه الآية - أعني قوله : ( وَإِنْ جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ ) - قبل نزول قوله : ( يَسَْلُونَكَ عَنِ الاَْنفَالِ ) [2] وقبل الحرب ، وقد كتبت في آخر السورة بعد انقضاء أخبار بدر [3] . وضمير قال في قوله « قال : هي منسوخة » راجع إلى نفس عليّ بن إبراهيم كما هو متعارف في هذا التفسير كثيراً .
وحاصل الوجه الّذي ذكره للمصير إلى النَسخ : أنّ قوله تعالى في سورة محمّد : ( فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ ) نهى المسلمين عن المصير إلى السلم ، ومعه فلا يبقى مجال لقوله تعالى : ( فَاجْنَحْ لَهَا ) فلا محالة يحكم بانها منسوخة .
أقول : والعمدة من هذين الوجهين هو الوجه الأوّل ، وإلاّ فما عن تفسير القمّي غير تامّ وذلك أنّه استدلّ على نسخ آيتنا بقوله تعالى : ( فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ ) مع أنّه لا منافاة بينه وبين آيتنا ، وذلك أنّ تلك الآية إنّما نهت عن صيرورة المسلمين متوانياً ودعوتهم للكفّار إلى السلم مع أنّ



[1] التوبة : 29 .
[2] الأنفال : 1 .
[3] تفسير القمّي : ج 1 ص 279 طبعة السيّد الجزائري .

521

نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي    جلد : 1  صفحه : 521
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست