نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي جلد : 1 صفحه : 239
لهم الآن صلاة اُخرى أحبّ إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم ، فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بصلاة الخوف بقوله : ( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَوةَ ) الآية ، وهذه الآية في سورة النساء وقد مضى ذكر خبر صلاة الخوف فيها . . . . فلمّا كان في اليوم الثاني نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحديبية وكان على طرف الحرم وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يستنفر بالأعراب في طريقه معه فلم يتبعه أحد ويقولون : أيطمع محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم ، أنّه لا يرجع محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه إلى المدينة أبداً ، فلمّا نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحديبية خرجت قريش يحلفون باللاّت والعزّى لا يدعون محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) يدخل مكّة وفيهم عين تطرف ، فبعث إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أ نّي لم آت لحرب وإنّما جئت لأقضي نسكي وأنحر بدني واُخلّي بينكم وبين لحماتها . فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيباً وهو الّذي أنزل الله فيه : ( وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرءَانُ عَلَى رَجُل مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم ) فلمّا أقبل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عظّم ذلك وقال : يا محمّد تركتُ قومك وقد ضربوا الأبنية وأخرجوا العود المطافيل [1] يحلفون باللاّت والعزّى لا يدعوك تدخل مكّة فإنّ مكّة حرمهم وفيها عين تطرف ، أفتريد أن تبيد أهلك وقومك يا محمّد ؟ ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما جئت لحرب وإنّما جئت لأقضي نسكي فأنحر بدني واُخلّي بينكم وبين لحماتها ، فقال عروة : بالله ما رأيت كاليوم أحداً صدّ كما صددت . فرجع إلى قريش وأخبرهم ، فقالت قريش : والله لئن دخل محمّد مكّة وتسامعت به العرب لنذلنّ ولتجترين علينا العرب . فبعثوا حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو فلمّا نظر إليهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :
[1] كذا ، والظاهر أنّ الصحيح « العُوذُ المطافيل » أي الإبل مع أولادها ، ويريد هنا النساء والصبيان . راجع لسان العرب : مادّة « طفل » و « عوذ » .
239
نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي جلد : 1 صفحه : 239