الفصل الثامن في أنّ بيد وليّ الأمر تأسيس إدارات مختلفة في البلاد الإسلامية بمقدار يراه مصلحة لإدارة أمر الاُمّة لا ريب في أنّ إدارة اُمور الاُمّة والبلاد الإسلامية تحتاج إلى القيام بإتيان أعمال مختلفة ووجود إدارات عديدة يتصدّى كلّ منها لقسم من هذه الأعمال .
فكلّ بلدة أو قرية تحتاج إلى شوارع متعدّدة بمقدار تتناسب مع سير السيارات لانتقال الناس وأمتعتهم ، وإلى جعل المصابيح الكهربائية في الشوارع والأزقّة بمقدار تصير نيّرة حدّ الحاجة ، وإلى تنظيف البلاد وجمع القاذورات من الشوارع والأزقّة بل ومن الدور والمساكن ، وإلى إعطاء ضوابط بناء المساكن وتعزير من يخالف تلك الضوابط .
كما أنّه مع العناية إلى تقدّم البشر في علومه يحتاج كلّ الناس إلى وجود الكهرباء لأن يستفيد به في إنارة مسكنه أو دكّته أو محلّ خدمته أو صنعته أو استخراج الماء من الآبار العميقة أو الأنهار الجارية الكبيرة للشرب أو الزراعة بأنواعها ، كما يحتاجون إلى الغاز للطبخ أو تصيير المصنع موجداً للكهرباء أو غير ذلك من الفوائد الكثيرة ، وكما يحتاجون إلى أنواع الوسائل المعدّة للمخابرات المختلفة وإلى أن يذهب بكتابه من بلدة أو قرية إلى اُخرى مثلا ، وكما يحتاجون

418