وقيل لمحمد بن علي بن موسى ( عليهم السلام ) : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟ فقال : لأنهم جهلوه فكرهوه ، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله حقاً لأحبوه ، ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا ) . انتهى . و قال الصدوق في من لا يحضره الفقيه ( 1 / 136 ) : ( وما من أحد يحضره الموت إلا مُثِّلَ له النبي ( ص ) والحجج صلوات الله عليهم أجمعين حتى يراهم . فإن كان مؤمناً يراهم بحيث يحب ، وإن كان غير مؤمن يراهم بحيث يكره . قال الله تبارك وتعالى : فَلَوْ لا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ . وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ . وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ ) . وفي الكافي ( 3 / 128 ) : ( عن أبي اليقظان عمار الأسدي ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( ص ) : لو أن مؤمناً أقسم على ربه أن لا يميته ما أماته أبداً . ولكن إذا كان ذلك ، أو إذا حضر أجله ، بعث الله عز وجل إليه ريحين : ريحاً يقال لها المُنْسِيَة ، وريحاً يقال لها المُسْخِيَة ، فأما المنسية فإنها تنسيه أهله وماله ، وأما المسخية فإنها تُسَخِّي نفسه عن الدنيا ، حتى يختار ما عند الله . . . عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول الله ( ص ) ومن شاء الله ، فجلس رسول الله ( ص ) عن يمينه والآخر عن يساره ، فيقول له رسول الله ( ص ) : أما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك وأما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول : هذا منزلك من الجنة ، فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة ، فيقول : لا حاجة لي في الدنيا . فعند ذلك يبيض لونه ، ويرشح جبينه ، وتَقَلَّصُ شفتاه ، وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى . فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها .