طرفه ، فيقال : من بقي ؟ فيقول : يا رب لم يبق إلا ملك الموت . فيقال له : مُتْ يا ملك الموت ، فيموت ) . ( الكافي : 3 / 256 ) . ( 2 ) يقبض الملائكة الروح من أمكنة في البدن روى الصدوق ( رحمه الله ) في أماليه / 303 ، عن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، قال : ( قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : أخبرني بوفاة موسى بن عمران ( عليه السلام ) : فقال إنه لما أتاه أجله واستوفى مدته وانقطع أكله ، أتاه ملك الموت فقال له : السلام عليك يا كليم الله . فقال موسى : وعليك السلام من أنت ؟ فقال : أنا ملك الموت . قال : ما الذي جاء بك ؟ قال : جئت لأقبض روحك : فقال له موسى : من أين تقبض روحي ؟ قال : من فمك . قال له موسى كيف وقد كلمت به ربي جل جلاله ! قال : فمن يديك . قال : كيف وقد حملت بهما التوراة ! قال : فمن رجليك . قال : كيف وقد وطأت بهما طور سيناء ! قال : فمن عينيك ؟ قال : كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة ! قال : فمن أذنيك . قال : كيف وقد سمعت بهما كلام ربي عز وجل ! قال : فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت : لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك ! وخرج ملك الموت ، فمكث موسى ( عليه السلام ) ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك ، ودعا يوشع بن نون ، فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر . وغاب موسى ( عليه السلام ) عن قومه فمرَّ في غيبته برجل وهو يحفر قبراً ، فقال له : ألا أعينك على حفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى . فأعانه حتى حفر القبر وسوى اللحد ، ثم اضطجع فيه موسى بن عمران لينظر كيف هو ، فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه من الجنة فقال : يا رب إقبضني إليك ، فقبض