وكلما كان فعل الله تعالى عدلاً لا ظلم فيه ، وجب أن يقع . ( 3 ) أين المشككون عن يقينيات العقل البشري ؟ قلت لصاحبي : دعك من التشكيك . . وابدأ من اليقين وقِفْ على أرضٍ صلبة ! أنت تفكر فأنت موجود . وهذا الكون متقنٌ من ألفه إلى يائه ، ومن ذراته إلى مجراته ، ونحن نكتشف كل يوم من وجوه إتقانه ما يدهشنا . هذا الكون ، له خالق عظيم ، وصانع ، ومهندس ، ومدير . قال : أنا معك في كل ذلك ، لكن الكلام فيما بعده . قلت له : إصبر ولا تطوِ المراحل طيَّ المجادل ، فأنت معي في أن الإنسان يملك ثروة من اليقينيات ، منها أنه موجود ، وأنه مخلوق لخالق عظيم ، ومصنوع لصانع حكيم . ومنها ، كل بديهيات العقل ، مثل أن الكل أكبر من الجزء ، والمعلول يحتاج إلى علة ، وأن النقيضين لا يجتمعان ، وأن الشئ الذي له عُمْر لم يكن ثم كان . . إن يقينياتك هذه رأس مالك ، وأرضك الصلبة ، فأحسن الكسب بها ، ولا تنقل قدمك منها إلا إلى أرض صلبة . تَعَرَّفْ على ما شئت من ظنونٍ واحتمالات ، وكن خصب الخيال ما شئت ، لكن أَبْقِ كل ما ليس بيقين في عالمه ، وإياك أن تقف عليه ، لأنه يهوي بك ! كل القضية يا صاحبي هنا : هل أرسل إلينا صانع الكون وصانعنا ، من يشرح لنا هدفه فينا ، ويهدينا طريق تكاملنا ؟ هل تدلنا ثروتنا من اليقينيات على الإيمان بالأنبياء المبعوثين من الله ، أم لا ؟ فإن آمنتَ بالأنبياء ( عليهم السلام ) فاسألهم عن أهداف الله فيك ، لأنهم أصحاب النوافذ المفتوحة على الغيب .