إلى أبي مسلم . ومنها : أن الأجل الأول النوم والثاني الموت . ومنها : أن المراد بالأجلين واحد وتقدير الآية الشريفة : ثم قضى أجلاً وهذا أجل مسمى عنده ! ولا أرى الاشتغال بالبحث عن صحة هذه الوجوه وأشباهها وسقمها يسوغه الوقت ) . وغرضنا من هذه الآيات والأحاديث ، أن نستدل على أن الله تعالى جعل لحياتنا في الأرض أجلاً محدداً ، لا يزيد ساعة ولا ينقص . فلا بد من القول إن سبب الموت حضور الأجل المحدد ، وأن الأسباب المادية التي نراها ، إما أن تكون متوافقة مع الأجل ، أو سبباً ظاهرياً يبدو لنظرنا القاصر ، بينما السبب الحقيقي الأجل فقط . قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) ( الكافي : 3 / 136 ) : ( دخل رسول الله ( ص ) على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه ، فقال : يا ملك الموت إرفق بصاحبي فإنه مؤمن ، فقال : أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق ، واعلم يا محمد أني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله ، فأقوم في ناحية من دارهم فأقول : ما هذا الجزع ؟ فوالله ما تعجلناه قبل أجله ، وما كان لنا في قبضه من ذنب ! فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا ، وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا ) . * *