< فهرس الموضوعات > الفصل الخامس < / فهرس الموضوعات > الفصل الخامس < فهرس الموضوعات > الموت ولادة وليس فناءً < / فهرس الموضوعات > الموت ولادة وليس فناءً < فهرس الموضوعات > ( 1 ) سبب تفاوت نظرة الناس إلى الموت < / فهرس الموضوعات > ( 1 ) سبب تفاوت نظرة الناس إلى الموت 1 . كنت أجري فحوصاً عند طبيب كبير في لندن ، فجرى ذكر الموت ، فرأيته ارتعب وتغير وجهه ، فقلت له : ولماذا الخوف من الموت ، يوجد ناسٌ لا يخافون من الموت ، وناسٌ يحبونه ! فرفض ذلك ، وأخذ يكرر : الموت . . الموت . . كلا . هو عندي شئ مهول ! وهذه حالة أكثر الناس ، فهم يخافون من الموت ، وبعضهم يرتعب منه ، ولا يُحب الكلام فيه ، ولا التفكير به . وأكثر ما تأخذني الشفقة على المسحوقين بالثقافة المادية الغربية ، عندما أرى تعلقهم الشديد بحياتهم ، من مأكل وملبس ومسكن وأصدقاء ورفاهية ، وهم ينظرون إلى الموت أمامهم على أنه غولٌ وحشيٌّ ، سيفقدهم كل ذلك ويأخذهم إلى عدم محض ، فتدمع عيونهم من مجرد تصوره ! أشفق عليهم لأنهم لا أمل لهم بحياة أخرى ، ولا بخلود في نعيم . وفي المقابل نرى من يحب الموت ويأنس به كأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : ( والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه ) . ( نهج البلاغة : 1 / 41 ) . والسبب في هذا التفاوت في النظرة الموت إلى حد التضاد ، هو فهم الموت وتصور أحدنا أنه خسارةٌ له ، أو ربح . وفي مناقب آل أبي طالب ( 1 / 44 ) : ( صعد رسول الله ( ص ) ذات يوم الصفا فقال : يا صباحاه ، فاجتمعت إليه قريش فقالوا : مالك ؟