وقد اشتهر عن مجسمة الحنابلة وهم الوهابية أنهم يقولون إن أهل المحشر يعرفون ربهم بأن رجله وساقه محروقة . وقيل إن معلم مدرسة سأل تلميذاً : كيف نعرف الله ؟ فقال له : أستاذ ، رجله محروقة ! وهذا من تأثير تجسيم اليهود وحاخامهم كعب الأحبار ، وقد رده أهل البيت ( عليهم السلام ) ، قال علي بن إبراهيم في تفسيره ( 2 / 326 ) : ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ : هو استفهام لأن الله وعد النار أن يملأها ، فتمتلي النار فيقول لها هل امتلأت ، وتقول هل من مزيد ؟ على حد الإستفهام أي ليس فيَّ مزيد ) وقال الشريف الرضي في تلخيص البيان / 312 : ( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ : بمعنى لا من مزيد فيَّ ، وليس ذلك على طريق طلب الزيادة . وهذا معروف في الكلام ، ومثله قوله ( ص ) : وهل ترك عقيل لنا من دار ؟ أي ما ترك لنا داراً ) . ( 11 ) يملأ الله الجنة ببشر يخلقهم ويمتحنهم قال الله تعالى : وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلُّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . ( السجدة : 13 ) . وقال تعالى : قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ . ( الأعراف : 18 ) . وقال تعالى : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . ( هود : 118 - 119 ) . وقال تعالى : قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ . لَأَمْلَأن جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ . ( صاد : 85 ) .