والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها . . قليلون . والجبارون العنيدون والطغاة والفراعنة ، عددهم قليل ، وجنودهم وأتباعهم فيهم الطاغي المجرم مثلهم ، لكن فيهم المكره والمجبور والمستضعف فكرياً . والمنافقون الذين هم في الدرك الأسفل من النار ، قلة أيضاً . ومن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ، قدره المتيقن ليسوا كثيرين . والذين يستكبرون عن عبادة الله تعالى ويعاندون بعد معرفتهم ، والذين إذا قيل لأحدهم اتق الله أخذته العزة بالإثم ، والذي قتل مؤمناً متعمداً ، والذين سعوا في آيات الله معاجزين . . فإن أعداد هؤلاء المجرمين بالنسبة إلى مجموع الشعوب عبر العصور ، هي الأقل وليست الأكثر . ويظهر أن الأكثر عدداً المُرْجَوْنَ لأمر الله تعالى ، ويليهم أهل الجنة ، ثم أهل النار . قال العلامة الحلي ( رحمه الله ) في الرسالة السعدية / 141 : ( قال رسول الله ( ص ) : أكثر أهل النار المتكبرون ) . ويؤيده الأحاديث العديدة التي أوجبت الجنة بأدنى سبب ، كما في الصحيح عن النبي ( ص ) : ( من أتى مكة حاجاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ، ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ، ومن مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب ، ومات مهاجرا إلى الله ، وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر ) . ( كامل الزيارات / 44 ) و ( من زار الحسين يوم عاشوراء ، وجبت له الجنة ) . ( كامل الزيارات / 324 ) .