وقد اتفقت الرواية على أن أعظمها وأكثرها تنوعاً في ثمارها وبركاتها : شجرة طوبى ، فهي شجرة عملاقة ، أصلها في بيت رسول الله ( ص ) ، وترتفع علواً حتى ترى أعاليها من مسافات شاسعة ، وتنتشر أغصانها حتى تغطي جنة الفردوس وتلقي في ملك كل مؤمن غصناً ، وهذا الغصن أعز عليه من جميع ملكه ، لأن ثماره متنوعة مميزة ، وطيوره ، وموسيقى حفيف أوراقه ، وهو ينبت له ثياباً من سندس وإستبرق على مقاسه ورغبته ! وطيور شجرة طوبى خاصة لا توكر على غيرها ، وأصواتها أغنيات مميزة . وحفيف أوراقها يتولد منه أنواع الموسيقى ، لا يشبهها موسيقى أخرى . ففي الكافي ( 2 / 239 ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد ( ص ) ، وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها ، لا يخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك الغضن . ولو أن راكباً مجداً سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ! ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرماً . ألا ففي هذا فارغبوا . إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة ، إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه ، يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ، ألا فهكذا كونوا ) . وفي التوحيد للصدوق / 236 ، قال رسول الله ( ص ) : ( هي شجرة غرسها الله عز وجل ونفخ فيها من روحه ، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة ، تنبت بالحلي والحلل ، متدلية على أفواهم ) .