ثم قال له : يا علي أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنهم ليخرجون من قبورهم ، وإن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز ، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت ، وجلائلها الإستبرق والسندس ، وخطمها جدل الأرجوان ، تطير بهم إلى المحشر ، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله ، يزفونهم زفاً حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم ، وعلى باب الجنة شجرة ، إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكاة . قال : فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد ، ويسقط من أبشارهم الشعر ، وذلك قول الله عز وجل : وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ، من تلك العين المطهرة . قال : ثم ينصرفون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة ، فيغتسلون فيها ، وهي عين الحياة فلا يموتون أبداً . قال : ثم يوقف بهم قدام العرش ، وقد سلموا من الآفات والأسقام والحر والبرد أبداً . قال : فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الذين معهم : أحشروا أوليائي إلى الجنة ولا توقفوهم مع الخلائق ، فقد سبق رضاي عنهم ، ووجبت رحمتي لهم ، وكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات . قال : فتسوقهم الملائكة إلى الجنة ، فإذا انتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة ، فتصر صريراً يبلغ صوت صريرها كل حوراء أعدها الله عز وجل لأوليائه في الجنان ، فيتباشرون بهم إذا سمعوا صرير الحلقة ، فيقول بعضهن لبعض : قد جاءنا أولياء الله ، فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنة ، وتشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين فيقلن : مرحبا بكم ، فما كان أشد شوقنا إليكم ، ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك .