< فهرس الموضوعات > الفصل الثامن عشر < / فهرس الموضوعات > الفصل الثامن عشر < فهرس الموضوعات > الجنة وأهل الجنة < / فهرس الموضوعات > الجنة وأهل الجنة < فهرس الموضوعات > ( 1 ) غريزة حب الجمال وحب الخلود < / فهرس الموضوعات > ( 1 ) غريزة حب الجمال وحب الخلود الخضرة والماء عنصران ثابتان في مقياس الجمال عند الإنسان ، في كل الشعوب ، وكل العصور ، وحتى في نشأة الإنسان الثانية في الآخرة . فالإنسان بغريزته يريد للزهرة والثمرة أن تكون في أعلى درجات الكمال والجمال ، وللعصافير والأشجار والهواء ، ومحيط حياته . لقد وهبهُ اللهُ قوةَ إدراك الكمال والنزوع إليه . . فتراه بمجرد أن يرى النقص في نفسه أو في شئ ، يتصور كماله ، ويحب أن يكون كذلك . وكما ينزع الإنسان إلى الكمال ينزع إلى الخلود . . فإذا أحس بالجوع عرف أنه يوجد ما يؤكل ، فيبحث عنه ، كذلك إذا رأى محدودية وجوده ، عرف أنه يوجد كمال وخلود ، فهو ينزع إليه . وهكذا جعل الله النزوع إلى الكمال والخلود غريزةً في الإنسان ، تؤشر له على وجود الجنة ، والخلود فيها . يرى الإنسان من الطائرة : مساحات واسعة من الأرض ، جبالاً مقفرة ، أو صحراء مجدبة ، يابسةً أو ثلوجاً ، أو أرضاً مغطاة بمياه البحار المالحة . . فيقول في نفسه : لماذا صارت أكثر أرضنا قاحلة ، ومصادر قوت الناس بقاعاً ورقاعاً صغيرة ، يتنازع عليها البشر ؟ فهل من الصعب على الله تعالى أن يجعل الأرض كلها مروجاً وأنهاراً ، ويحل المشكلة ؟