وقد وافقنا بعض علماء السنة على أن الورود في الآية لا يدل على دخول جهنم . قال النووي في المجموع ( 5 / 323 ) : ( رواه البخاري ومسلم تحلة القسم . قوله عز وجل : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ، والمختار أن المراد به المرور على الصراط ) . وقال التفتازاني في شرح المقاصد : ( 2 / 223 ) : ( ومنها الصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم يَرِدُه الأولون والآخرون ، أدق من الشعر وأحد من السيف على ما ورد في الحديث الصحيح ، ويشبه أن يكون المرور عليه هو المراد بورود كل أحد النار على ما قال تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا . وأنكره القاضي عبد الجبار وكثير من المعتزلة ، زعماً منهم أنه لا يمكن الخطور عليه ، ولو أمكن ففيه تعذيب ، ولا عذاب على المؤمنين والصلحاء يوم القيامة . قالوا : بل المراد به طريق الجنة المشار إليه بقوله تعالى : سيهديهم ويصلح بالهم . وطريق النار المشار إليه بقوله : فاهدوهم إلى صراط الجحيم . وقيل : المراد الأدلة الواضحة ، وقيل : العبادات كالصلاة والزكاة ونحوهما . وقيل : الأعمال الردية التي يسأل عنها ويؤاخذ بها ، كأنه يمر عليها ، ويطول المرور بكثرتها ويقصر بقلتها . والجواب : أن إمكان العبور ظاهر كالمشي على الماء ، والطيران في الهواء ، غايته مخالفة العادة ، ثم الله تعالى يسهل الطريق على من أراد كما جاء في الحديث إن منهم من يمر كالبرق الخاطف ، ومنهم من يمر كالريح الهابة ، ومنهم من يمر كالجواد ، ومنهم من تخور رجلاه وتتعلق يداه ، ومنهم من يخر على وجهه ) . ( 6 ) من أحاديث الصراط في تفسير القمي ( 1 / 29 ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في وصف الصراط : ( هو أدق من الشعر ، وأحد من السيف ، فمنهم من يمر عليه مثل البرق ، ومنهم من يمر عليه مثل عَدْوِ الفرس ، ومنهم من يمر عليه ماشياً ، ومنهم