( 11 ) تطاير الكتب وأهل اليمين وأهل الشمال من ابتكارات الله تعالى ، وكل أعماله ابتكار ، أنه اختار لتوزيع النتائج على أهل المحشر طريقة الكتاب المدون ، وأن يتم توزيعه بدون مراكز توزيع وموظفين يوصلونه إلى أصحابه ، فبعد أن تُستكمل مراحل الحساب ، ويتم وزن الأعمال ، يأتي وقت تطاير الكتب ، أو تطاير الصحف ! فتطير نحو ثلاث مئة مليار صحيفة أو كُتَيِّب ، ويَعرف كلٌّ منها صاحبه فيقصده ويحوم فوق رأسه ، وما عليه إلا أن يمد يده ويأخذه . أما المؤمن من أهل الجنة ، فيرفع يده اليمنى ويستلم كتابه ويفرح به . وأما المجرم الكافر فيحاول أن يرفع يده اليمنى فلا ترتفع ، فيرفع يده اليسرى ويأخذ كتابه ، ليرى فيه جرائمه في الدنيا وجزاءها العادل . وهناك نوع ثالث هم أكثر إجراماً ، تكون أيديهم اليمنى مغلولة إلى أعناقهم ، وأيديهم الشمال مربوطة وراء ظهورهم ، فيحاول أحدهم أن يستلم كتابه فلا تعمل يده اليمنى ، فيستلمه بشماله من وراء ظهره ! قال الله تعالى : وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا . إِقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا . ( الإسراء : 13 - 14 ) . وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ . فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا . وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا . وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ . فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُورًا . وَيَصْلَى سَعِيرًا . إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا . إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ . ( الانشقاق : 6 - 14 ) .