وذلك أن الله عز وجل يقول في كتابه : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ . ثم قال : وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . ومن عرفه الله عز وجل بذلك أحبه الله ، ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب . ثم قال : يا جميل إرو هذا الحديث لإخوانك ، فإنه ترغيب في البر ) . وورد أن محب أهل البيت ( عليهم السلام ) يدخل الجنة بغير حساب ، ففي الخصال / 515 ، بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : ( قال رسول الله ( ص ) : من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة . . . إلى أن قال : والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحبي أهل بيتي ) . كما رويت قاعدة لمن يدخل الجنة بغير حساب ، في الإحتجاج ( 1 / 364 ) ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : ( ومعنى قوله : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فهو : قلة الحساب وكثرته . والناس يومئذ على طبقات ومنازل فمنهم : من يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً ، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا ، وإنما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا ، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير ، ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة ، فأولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزناً ) . أقول : لا بد أن يكون التلبس بالدنيا الاستغراق فيها والإلتهاء بها عن واجباته ، وقد قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ( المنافقون : 9 ) . أما مصادر السنة ، فقد وسعت الدخول إلى الجنة بغير حساب إلى كثير من الناس ، ووسعت دخول الجنة إلى كافة الناس .