وسبب هذه القلة الظروف القاسية التي كان يعيش فيها الرواة ، وإبادة السلطة لكتبنا ، وقتلها كثيراً من الرواة والعلماء الذين رووها وألفوها ! من هذه الروايات التي وصلت إلينا وفيها عدد صحيح السند ، ما رواه المفيد ( رحمه الله ) في أماليه / 130 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، ثم أمر منادياً فنادى : غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة ابنة محمد ( ص ) الصراط . قال : فتغض الخلائق أبصارهم ، فتأتي فاطمة ( عليها السلام ) على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفاً شريفاً من مواقف القيامة ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي بيدها مضمخاً بدمه وتقول : يا رب هذا قميص ولدي ، وقد علمت ما صنع به ! فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل : يا فاطمة لك عندي الرضا . فتقول : يا رب انتصر لي من قاتله ، فيأمر الله تعالى عنقاً من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) كما يلتقط الطير الحب ، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب . ثم تركب فاطمة ( عليها السلام ) نجيبها حتى تدخل الجنة ، ومعها الملائكة المشيعون لها ، وذريتها بين يديها ، وأولياءهم من الناس عن يمينها وشمالها ) . وعن الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) : ( قال رسول الله ( ص ) : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء ، تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول : يا عدل أحكم بيني وبين قاتل ولدي ) . ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 12 ) .