وينبغي التنبيه هنا : إلى أن عقيدتنا جعل الله تعالى حساب الخلق بيد ملائكته أو نبيه وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، لا تعني أن الله تعالى يوكل ذلك إليهم ويتخلى عنهم . بل لا بد أن يعلمهم قواعد المحاسبة وهي مفصلة ومعقدة ، أو يزودهم بخبراء محاسبة من ملائكته ، وهو الرقيب المهيمن المشرف عز وجل . والذي أستقربه أن يكون الذي يتولى المحاسبة في محاكم المحشر هم الملائكة ( عليهم السلام ) بإشراف وتقرير النبي ( ص ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) . فالملائكة تطيعهم ولا ترد لهم طلباً ، وهم لا يتدخلون ولا يصدرون أمراً إلا بوحي ربهم وإلهامه عز وجل . ( 6 ) الأشهاد في القيامة هم النبي والأئمة ( عليهم السلام ) قال الله تعالى : إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ . فمن هم هؤلاء الأشهاد ، ومتى يقومون ؟ أجابت مصادر السنة بأنهم الشهود على الأمم يوم القيامة كما قال الله تعالى : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا . ( النساء : 41 ) . وقال تعالى : وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ . ( القصص : 75 ) . وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ( الحج : 78 ) . فهم إذن الأنبياء شهود على أممهم ، ونبينا ( ص ) ومعه أمته الإسلامية كلها ! وقالوا إن معنى الآية : ننصر رسلنا والمؤمنين إما في الدنيا أو في الآخرة ، يوم يقوم الشهود على الأمم ، ويشهد النبي ( ص ) على أمته ، وتشهد أمته على أمته !