وسيؤتى بالواحد من مقصري شيعتنا في أعماله ، بعد أن قد حاز الولاية والتقية وحقوق إخوانه ، ويوقف بإزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة ألف من النصاب ، فيقال له : هؤلاء فداؤك من النار ! فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة ، وأولئك النصاب النار . وذلك ما قال الله عز وجل : رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ، يعني بالولاية : لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ، في الدنيا منقادين للإمامة ، ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار ) .
أقول : معنى أول الحديث أن شفاعتنا لا تظهر لكم على حقيقتها في الموت والبرزخ ، لكن يوم القيامة تظهر الشفاعة بإنقاذ الموالين المقصرين من النار .
أما فداء الموالي لأهل البيت ( عليهم السلام ) بالنواصب ، فلا بد أن يؤول بما ينسجم مق قوله تعالى : وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . وقد وردت مصادر السنة نحوه ، كما في مسند أحمد ( 4 / 402 ) : ( عن أبي موسى قال قال رسول الله ( ص ) : إذا كان يوم القيامة لم يبق مؤمن الا أتى بيهودي أو نصراني حتى يدفع إليه يقال له هذا فداؤك من النار ) .
( 4 ) تكريم رب العالمين لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لا بد أن نضيف إلى مقدمات الحساب الاحتفال بتجليل الصديقة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فقد روى الجميع أن المنادي ينادي من قبل الله تعالى : يأهل الجمع ، يا أهل المحشر ، طأطئوا رؤوسكم حتى تمرَّ فاطمة بنت محمد ( ص ) .
فقد روى الحاكم ( 3 / 153 ) وصححه هو والذهبي على شرط الشيخين ! قال ( ص ) : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا أهل الجمع ، غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر ) .

253