وهذا الموقف خاص لبيان مقام النبي ( ص ) وما أكرمه الله تعالى به وأهل بيته ( عليهم السلام ) في رئاسة المحشر وإدارته ، وتوزيع الشفاعة ، وسقاية الحوض . وقال ( عليه السلام ) : ( ثم يجتمعون في موطن آخر ويدال بعضهم من بعض . وهذا كله قبل الحساب . فإذا أُخذ في الحساب شُغل كل إنسان بما لديه . نسأل الله بركة ذلك اليوم ) . فكأن هذه المواقف مقدمات الحساب ، وبعدها يبدأ الحساب ويشغل الناس . ( 2 ) افتتاح نبينا ( ص ) للمحشر قال الله تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّى نَسْفًا . فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا . لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا . يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا . يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً . يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا . وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا . ( طَهَ : 105 - 111 ) . وقد وَصَفَتْ رواية الجميع مرحلة السكوت والخشوع التي تعم المحشر ، وقد روى البخاري هذه القصة بشئ من الأسطورة ، وأنه بعد العرض تحدث فترة سكوت طويلة ، فيتعب الناس ويعرقون ولا يبدأ الحساب . فيطلبون من الأنبياء ( عليهم السلام ) أن يشفعوا لهم إلى الله تعالى ليبدأ حساب عباده ، فلا يجرؤ أحد أن يكلمه إلا نبينا ( ص ) . قال في صحيحه ( 2 / 225 ) إن النبي ( ص ) قال : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون ممَّ ذلك ؟ يجمع الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا