فاكتف بما وصفت لك من كلام الله ، فإن معنى كلام الله ليس بنحو واحد فإن منه ما يبلغ به رسل السماء رسل الأرض . قال : فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة ، فعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين ) . أقول : يتضح بذلك أن مواقف يوم القيامة متعددة ، ولا يمكن معرفة تسلسلها بالتفصيل من الآيات والأحاديث . وقد ذكر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ستة مواقف ، وفي وسطها موقف مقام النبي ( ص ) ، وكلها قبل شروع الحساب ! قال ( عليه السلام ) : ( يجمع الله عز وجل الخلائق يومئذ في مواطن ، ويكلم بعضهم بعضاً ، ويستغفر بعضهم لبعض ) . فهو موطن للتعارف ، وشكر المؤمنين لبعضهم ، وبراءة العاصين من بعضهم . والظاهر أن كلمة يتفرقون مصحفة عن كلمة أخرى . وقال ( عليه السلام ) : ( ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فيه ) وقال ( عليه السلام ) : ( ثم يجتمعون في موطن آخر فيُستنطقون فيه فيقولون : والله ربنا ما كنا مشركين ) . ويظهر أنه موطن لاستنطاقهم بالتوحيد . وقال ( عليه السلام ) : ( ثم يجتمعون في موطن آخر فيُستنطقون فيَفِرُّ بعضهم من بعض ، فذلك قوله عز وجل : يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه . فيُستنطقون فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) . وهذا الفرار يشير إلى أن هذا الموقف لمساعدة بعضهم بعضاً ، لأنه يوجد نظام الشفاعة بما لدى الإنسان من درجات إضافية . وقال ( عليه السلام ) : ( ثم يجتمعون في موطن آخر ، يكون فيه مقام محمد ( ص ) ) .