والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يُغشى عليه منها ) . وقد وصف الحديث التالي بداية المحشر ومخاطبة الله تعالى للناس . ففي الكافي ( 8 / 104 ) بسنده الصحيح عن ثوير بن أبي فاختة قال : ( سمعت علي بن الحسين يحدث في مسجد رسول الله ( ص ) قال : حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يحدث الناس قال : إذا كان يوم القيامة بَعث الله تبارك وتعالى الناس من حُفَرهم غُرْلاً بهماً جرداً مرداً ، في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة ، حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها فيمنعون من المضي فتشتد أنفاسهم ويكثر عرقهم ، وتضيق بهم أمورهم ، ويشتد ضجيجهم ، وترتفع أصواتهم . قال : وهو أول هَوْلٍ من أهوال يوم القيامة ، قال فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلل من الملائكة ، فيأمر ملكاً من الملائكة فينادي فيهم : يا معشر الخلائق انصتوا واستمعوا منادي الجبار . قال فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم . قال : فتنكسر أصواتهم عند ذلك ، وتخشع أبصارهم ، وتضطرب فرائصهم ، وتفزع قلوبهم ، ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ . قال : فعند ذلك يقول الكافر : هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ! قال : فيشرف الجبار عز وجل الحكم العدل عليهم ، فيقول : أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور ، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي ، لا يظلم اليوم عندي أحد . اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه ، ولصاحب المظلمة بالمظلمة ، بالقصاص من الحسنات والسيئات وأثيب على الهبات . ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ولأحد عنده مظلمة ، إلا مظلمة يهبها صاحبها وأثيبه عليها ، وآخذ له