تحتمل أن يكتب فيها تاريخ نفسه فيما لا يزال ، فضلاً عن غيره ، فضلا عن كل شئ في مدى الأبد ) . ومن المتطرفين القائلين بوحدة الوجود القيصري حيث فسر المعاد وطي السماء بأنه نزع التعيينات عن الموجودات ، وإعادتها إلى الوجود الكلي ! قال في شرح الفصوص / 141 : ( أي نزيل عنها التعين السماوي ليرجع إلى الوجود المطلق بارتفاع وجوده المقيد ، فقال : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ، مشيراً إلى ظهور دولة حكم المرتبة الأحدية . وجاء في الخبر الصحيح أيضاً أن الحق سبحانه يميت جميع الموجودات حتى الملائكة وملك الموت أيضاً ، ثم يعيدها للفصل والقضاء بينهم ، لينزل كل منزلته من الجنة والنار . وأيضاً ، كما أن وجود التعينات الخَلْقِية ، إنما هو بالتجليات الإلهية في مراتب الكثرة ، كذلك زوالها بالتجليات الذاتية في مراتب الوحدة ، و من جملة الأسماء المقتضية لها ، القهار والواحد والأحد والفرد والصمد والغنى و العزيز والمعيد والمميت والماحي وغيرها ) . أما صدر الدين الشيرازي المعروف بصدر المتألهين ، ففسر المعاد تفسيراً أقرب إلى فهم الماديين ، وقد تحامل عليه العلماء وقالوا إنه شطح بتفسيره عن القرآن ، وأنكر المعاد الجسماني . قال في أسرار الآيات / 86 في تفسير قوله تعالى : يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ : ( فإن لجميع الموجودات الطبيعية حركة جوهرية ذاتية ، وتحولاً من صورة إلى صورة حتى يقع لها الرجوع إلى الله بعد صيرورتها غير نفسها ، بحسب الصورة السابقة ، وتحولها إلى نشأة أخرى .