فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى ، فلا حس ولا محسوس . ثم أعيدت الأشياء كما بدأها مدبرها ، وذلك أربع مائة سنة يسبت فيها الخلق وذلك بين النفختين ) . وفي الدر المنثور ( 5 / 337 ) : ( وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : بين النفختين أربعون . قالوا يا أبا هريرة أربعون يوماً ؟ قال : أبَيْتُ . قالوا : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون عاماً . قال : أبيت . ثم ينزل الله من السماء ماء ، فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شئ إلا يبلى إلا عظما واحداً ، وهو عُجْبُ الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) . وذكر نحوه عن أبي داود . والصحيح ما تقدم عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) لما سئل عن الميت يبلى جسده ؟ ( قال : نعم ، حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى ، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة ) . ( الكافي : 3 / 251 ) . ( 4 ) لماذا كان الموت والمعاد ضرورة ؟ قال الله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالآنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ . لكن اللام هنا ليست لام الغاية بل هي لام الطري ، أما لام الغاية فهي في قوله تعالى : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ، فقد خلقنا لنكسب عطاءه ورحمته فنتكامل ، وأعطانا القدرة لذلك . فمنا من استجاب وآمن وعمل صالحاً وقدم لآخرته ومستقبله . ومنا من كفر وأساء لنفسه ، وعمل سيئاً ، فاستحق العقوبة . وبما أن دار الدنيا محدودة ، ولا تظهر فيها النتائج ولا تتسع لحياة الخلود ، فكان لا بد من دار أخرى يتحقق فيها الجزاء بالثواب والعقاب .