ومعنى : أدنى خلق الرحمن منه وأقربهم : أقربهم مكاناً ليس من ذات الله تعالى ، بل من نقطة العرش العليا التي يتجلى فيها الله سبحانه بنوره ، وتعجز المخلوقات أن تصل إليها . ( وإني لأقرب الخلق منه ، وبيني وبينه مسيرة ألف عام ) : ولعل جبرئيل سيد الملائكة ( عليه السلام ) لا يمكنه الصعود إلى مكان إسرافيل ( عليه السلام ) . ولا نعرف بالضبط معنى مسيرة ألف عام ، في حساب رتب الملائكة ، ومسافات السماء ! أما أعلى نقطة وصل إليها مخلوق فَبَيَّنَهَا حديث المعراج عندما انتهى جبرئيل إلى مكان فقال للنبي ( ص ) : ( تقدم يا رسول الله ، ليس لي أجوز هذا المكان ، ولو دنوت أنملة لاحترقت ) ! ( المناقب : 1 / 155 ) . ( واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه ، فنظر فيه ثم يلقيه إلينا ، فنسعى به في السماوات والأرض ) . وهذا اللوح ليس هو اللوح المحفوظ ، بل لوح الأوامر للملائكة . وقد وصف النبي ( ص ) اللوح الذي يعمل به عزرائيل ( عليه السلام ) فقال : ( ثم مررت بملك من الملائكة ، وهو جالس وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه ، وإذا بيده لوح من نور فيه كتاب ينظر فيه ، ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً ) . ( تفسير القمي : 2 / 6 ) . فإسرافيل يتلقى الأوامر الربانية ، ويوزعها على الملائكة ، فينطلقون لتنفيذ ما أمروا به في السماوات والأرضين .