سأل رجل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن تفسير آية : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ . . فقال ( عليه السلام ) : ( إن الله عز وجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم ( عليه السلام ) فصب عليها الماء العذب الفرات ، ثم تركها أربعين صباحاً ، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج ، فتركها أربعين صباحاً ، فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركاً شديداً ، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله ، وأمرهم جميعاً أن يقعوا في النار فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم برداً وسلاماً ، وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها ) ( الكافي : 2 / 7 ) . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن بعض قريش قال لرسول الله ( ص ) : بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال : إني كنت أول من آمن بربي ، وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين : وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، فكنت أنا أول نبي قال : بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله عز وجل ) . ( الكافي : 2 / 10 ) . وفي رواية عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( ثم قال الله عز وجل لآدم : أنظر ماذا ترى . قال فنظر آدم إلى ذريته وهم ذرٌّ قد ملأوا السماء ، قال آدم : يا رب ما أكثر ذريتي ، ولأمر ما خلقتهم ، فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم ؟ قال الله عز وجل : يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ، ويؤمنون برسلي ويتبعونهم . قال آدم : يا رب فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض ، وبعضهم له نور كثير ، وبعضهم له نور قليل ، وبعضهم ليس له نور ؟ فقال الله عز وجل : كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم . .