نسألك الأمان يوم الفزع الأكبر قرأتُ يوماً حديث خوف جبرئيل ( عليه السلام ) فَهَزَّنِي من أعماقي وبكيت ! ورافقني تصوري لجبرئيل ( عليه السلام ) وهو يرتجف وَيَصْفَرُّ ، ويلوذ بالنبي ( ص ) ! وكانت تعاودني الصورة بدون استئذان ، فتدخل إلى ذهني وتسكن ! اللهم إذا كان هذا حال عبدك المقرب جبرئيل ( عليه السلام ) سيد الملائكة ، الذي حملته رسالاتك إلى أنبيائك ورسلك ، وجعلته معلماً لهم . . إذا كان هذا حاله ، فما حالي أنا العبد المقصر العاصي ؟ ! المسألة جِدٌّ لا مزاح فيه ، والقيامة والمحشر ، ووقوفنا في محكمة العدل الإلهي بين شرطيين سائق وشهيد . . حقيقةٌ آتيةٌ اليوم أو غداً . فلماذا لا نخاف ؟ ! وتأخذك في المشهد عظمة تشكيلات الملائكة ، وسعتها . فكل مَلَك أو مجموعة لهم وظائف محددة ، ومناطق سكن ، ومجال تحرك وعمل . وكبار الملائكة لهم شخصياتهم ومقامهم . وسلوكهم دائماً متناسبٌ معها . وإسرافيل في منطقته العليا حتى عن الملائكة ، فهم يصعدون إليه ولا ينزل هو إليهم . أما إلى الأرض فلا ينزل أبداً ، وسوف ينزل يوماً فينفخ في صور الأرض وينهي الحياة عليها ، ثم ينفخ في صور السماوات وينهي الحياة عليها ! لاحظ قول جبرئيل ( عليه السلام ) : ( هذا إسرافيل حاجب الرب ، ولم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات والأرض ، فلما رأيته منحطاً ، ظننت أنه جاء بقيام الساعة ) . فهو يعرف أن له نَزْلَة ، وهاهو يراه نازلاً ، فلماذا لا يخاف ويرتجف !