قال : فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت من قِبَلِهِ جهوري يُسمِعُ أقطار السماوات والأرضين : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟ ! فلا يجيبه مجيب ، فعند ذلك يقول الجبار مجيباً نفسه : للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ، وأنا قهرت الخلايق كلهم وأَمَتُّهُمْ . إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير لي ، وأنا خلقت خلقي بيدي ، وأنا أمتهم بمشيتي ، وأنا أحييهم بقدرتي . قال : فينفخ الجبار نفخة في الصور ، فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات ، فلا يبقى في السماوات أحد إلا حييَ ، وقام كما كان . ويعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار ، وتحشر الخلائق للحساب ! قال : فرأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يبكي عند ذلك بكاءً شديداً ) . 2 . يشمل الإفناء بالنفخة الأولى وبعدها حتى أهل البرزخ والأرواح ، ففي جواب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ( الإحتجاج : 2 / 77 ) : ( أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ؟ قال : بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور . فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى ، فلا حس ولا محسوس ) . 3 . كُتبت بحوث علمية كثيرة وكتب ، عن نهاية العالم وقيام القيامة ، وحاول بعض علماء الطبيعة أن يفسروا القيامة بتفسير مادي فيزيائي . ومهما تكن النظريات في القيامة والأسباب المتصورة لها ، فهي لا تلغي الحقيقة الدينية بل تؤكدها ، وهي أن الخالق لهذه القوانين والمهيمن عليها هو الله عز وجل ، فالقيمة العلمية لما أخبر به الله تعالى أصح مما يتصوره أو يتوصل إليه العلماء المحللون . ومن العجيب أن بعض الناس يقدم قول الباحث المادي ، القاصر في إحاطته العلمية واستنتاجه ، على قول الخالق العليم عز وجل .