وقد تصور الديلمي ( رحمه الله ) في إرشاد القلوب ( 1 / 53 ) : ( أن الصور قرن عظيم له رأس واحد وطرفان وبين الطرف الأسفل الذي يلي الأرض إلى الطرف الأعلى الذي يلي السماء مثل ما بين تخوم الأرضين السابعة إلى فوق السماء السابعة ، فيه أثقاب بعدد أرواح الخلائق وسع فمه ما بين السماء والأرض ) . وقد قال ذلك شارحاً حديث الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فحمَّله مالا يحتمل . وخلط كلامه هو بأصل الحديث ، وليته مَيَّزَ بينهما . ولا بد أنه ( رحمه الله ) أخذ هذا الوصف للصور من روايات أخرى ، ولكني لم أجد ما زاده على نص الإمام ( عليه السلام ) في روايات المعصومين ( عليهم السلام ) . وبما تقدم اتضح أنه لا يصح تفسير النفخ في الصور بأنه نفخٌ في صُوَر الأحياء أو صُوَر الموجودات ، لأن الصُّور غير الصُّوَرة والصُّوَر . وكأن القائل بذلك اغتر باشتراك الصُّورة مع الصُّور في الحروف ! على أنه لا معنى لتفسير : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، بذلك ، فالنفخ في الصُّوَر إحياء وهذا إفناء ، فهو نفخٌ عليها لا فيها ! ( 4 ) ملاحظات على النفخ في الصور 1 . أخذ الديلمي ( رحمه الله ) ( إرشاد القلوب : 1 / 53 ) حديث الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وشرحه ، خالطاً كلامه بكلام الإمام ( عليه السلام ) ، فسبب ذلك الالتباس . قال : وقد روى الثقة عن زين العابدين ( عليه السلام ) أن الصور قرن عظيم له رأس واحد وطرفان وبين الطرف الأسفل الذي يلي الأرض إلى الطرف الأعلى الذي يلي السماء مثل ما بين تخوم الأرضين السابعة إلى فوق السماء السابعة فيه