وهذا الحديث يؤكد وجود جنة مدخلها من فضاء الأرض من جهة المغرب ، يزورها المؤمنون ويتنعمون فيها يومياً في مرحلة البرزخ . وأن أصل منابع الفرات منها ، فلا بد أن تكون منابعه الظاهرة مرتبطة بها بنحو من الأنحاء ! أما النار فمدخلها من جهة المشرق ، وتسكنها أرواح الفجار ليلاً ، ويعودون إلى وادي برهوت نهاراً . ( 6 ) أماكن تجمع أرواح المؤمنين والكفار روت مصادرنا أحاديث صحيحة في وجود مجمع لأرواح المؤمنين ومجمع أرواح الكفار في الأرض ، بل أكثر من مجمعين . مجمع أرواح المؤمنين وادي السلام : في الكافي ( 3 / 243 ) : ( عن حبة العرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الظهر ( ظهر الكوفة ) فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام ، فقمت بقيامه حتى أعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولاً ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت وجمعت ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني قد أشفقت عليك من طول القيام ، فراحةُ ساعة . ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لي : يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته . قال قلت : يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك . قال : نعم ، ولو كُشِفَ لك لرأيتهم حلقاً حلقاً مُحْتَبِينَ يتحادثون ! فقلت : أجسامٌ أم أرواح ؟ فقال : أرواح . وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض ، إلا قيل لروحه إلحقي بوادي السلام . وإنها لبقعة من جنة عدن . . عن أحمد بن عمر رفعه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال قلت له : إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها ، فقال : ما تبالي حيثما مات ، أما إنه لا يبقى مؤمن