ربَّاه على حب تحقيق الذات على مذهب إمامه نيتشه ، الذي يدعو إلى شخصية الإنسان " السوبرمان " أي الإله ! فوضع في رأسه أن يكونه ! يذكرني هؤلاء بقوله تعالى : إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ . ويذكروني بالخوارج ، الذين كانوا مصابين بمرض تحقيق الذات القيادية ! فقد جاء مؤسسهم ابن حرقوص بعد حرب حنين ، ووقف على النبي ( ص ) وهو يقسم الغنائم فقال له بلهجة الآمر : إعدل يا محمد ! ( البخاري : 4 / 179 ) ! ثم جاءه إلى المدينة : ( فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم ! فقال له رسول الله : أنشدتك بالله ، هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحدٌ أفضلُ مني أو أخيرُ مني ؟ ! قال : اللهم نعم ! ثم دخل يصلي ) ! ( مسند أبي يعلى : 1 / 90 ) . فهو " مسلمٌ " جاء إلى مسجد النبي ( ص ) ليصلي لله الصلاة التي نزلت على هذا النبي ( ص ) ، وهو يرى أنه أفضل منه ، ولعله يقول لله في صلاته : إعدل يا رب ولا تظلمني ! فلماذا بعثت محمداً نبياً ، وأنا أفضل منه ؟ ! فأمثال هؤلاء لا يبحثون عن الحق ، بل يقاومون أدلته مهما كانت قوية ، بينما يبحث عنه إيلِيَّا ، وربما يفرح به إذا وجد دليله . ( راجع للمؤلف : ثمار الأفكار ) . ( 5 ) الدكتورة h . kaufman أفضل من إيلِيَّا أبي ماضي قال صديقنا الضميري الذي يعيش في برلين : كان عندي محل لبيع التحف ، وكانت تشتري مني امرأة محترمة ، فجرى بيننا حديث عن الأناجيل وناقشتها فاستمعت إلى نقدي بإصغاء ، وطلبت المزيد . وذات يوم سألتني عن نبينا ( ص ) والقرآن ، فحدثتها ، وكانت تستمع بإصغاء وتسأل بعض الأسئلة .