( 7 ) حساب القبر خاص بهذه الأمة قال الصنعاني في سبل السلام ( 2 / 113 ) : ( واعلم أنه قد وردت أحاديث على اختصاص هذه الأمة بالسؤال في القبر دون الأمم السالفة . قال العلماء : والسر فيه أن الأمم كانت تأتيهم الرسل ، فإن أطاعوهم فالمراد ، وإن عصوهم اعتزلوهم وعولجوا بالعذاب . فلما أرسل الله محمداً ( ص ) رحمة للعالمين أمسك عنهم العذاب ، وقَبل الاسلام ممن أظهره سواء أخلص أم لا ، وقيض الله لهم من يسألهم في القبور ، ليخرج الله سرهم بالسؤال ، وليميز الله الخبيث من الطيب ) . وقال الشوكاني نيل الأوطار ( 4 / 139 ) : ( وورد أيضاً ما يدل على أن السؤال في القبر مختص بهذه الأمة ، كما في حديث زيد بن ثابت عند مسلم أن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، وبذلك جزم الحكيم الترمذي ) . وفي صحيح مسلم ( 8 / 161 ) : ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلو لا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ) ! وفي صحيح البخاري ( 1 / 29 ) : ( فأوحى إليَّ أنكم تفتنون في قبوركم ) . قال ابن عبد البر في التمهيد ( 22 / 252 ) : ( الآثار الثابتة في هذا الباب إنما تدل على أن الفتنة في القبر لا تكون إلا لمؤمن أو منافق ممن كان في الدنيا منسوباً إلى أهل القبلة ودين الإسلام ، ممن حقن دمه بظاهر الشهادة . وأما الكافر الجاحد المبطل فليس ممن يسأل عن ربه ودينه ونبيه ، وإنما يسأل عن هذا أهل الإسلام ) . وروى البخاري ( 2 / 92 ) تفصيل ذلك : ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله . فيقال : أنظر