قلت ! ثم قال : هل يصيب ذلك أحداً من أمتك ؟ قال : نعم : حاكمٌ جائر ، وآكلُ مال اليتيم ظلماً ، وشاهدُ زور ) . وفي الكافي ( 3 / 250 ) قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الميت إذا حضره الموت أوثقه ملك الموت ، ولولا ذلك ما استقر ) . ويظهر أن الفاجر والمؤمن المقصر هو الذي يحتاج إلى تكتيف وشدِّ وَثاق عند نزع روحه ، حتى لا يضطرب ويقفز من شدة الألم ! ففي الفقيه ( 1 / 135 ) : ( سئل رسول الله ( ص ) : كيف يَتوفى ملك الموت المؤمن ؟ فقال : إن ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى ، فيقوم وأصحابه لا يدنون منه حتى يبدأه بالتسليم ويبشره بالجنة ) . فمثل هذا المؤمن لا يرى ألماً حتى يحتاج إلى وثاق . ( 13 ) وصف أهوال الموت وسكراته وآلامه 1 . قال الله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ . إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ . وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ . ( قاف : 16 - 19 ) . في تلخيص البيان / 310 : ( وهذه استعارة . والمراد بسكرة الموت هاهنا : الكرب الذي يتغشى المحتضر عند الموت فيفقد له تمييزه ، ويفارق معه معقوله . فشبه تعالى ذلك بالسَّكرة من الشراب ، إلا أن تلك السَّكرة مُنَعِّمَة وهذه السّكرة مؤلمة . وقوله تعالى : بِالْحَقِّ يحتمل معنيين : أحدهما أن يكون جاءت بالحق من أمر الآخرة ، حتى عرفه الإنسان اضطراراً ورآه جهاراً . والآخر أن يكون المراد بِالْحَقِّ هاهنا أي بالموت الذي هو الحق .