في كمال الدين / 153 ، بسنده عن عمارة بن ذكوان الكلابي قال : ( قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : أخبرني بوفاة موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، فقال : إنه لما أتاه أجله واستوفي مدته وانقطع أكله ، أتاه ملك الموت ( عليه السلام ) فقال له : السلام عليك يا كليم الله . فقال موسى : وعليك السلام من أنت ؟ فقال : أنا ملك الموت . قال : ما الذي جاء بك ؟ قال : جئت لأقبض روحك . فقال له موسى ( عليه السلام ) : من أين تقبض روحي ؟ قال : من فمك ، قال موسى ( عليه السلام ) : كيف وقد كلمت به ربي جل جلاله . قال : فمن يديك ، قال : كيف وقد حملت بهما التوراة . قال : فمن رجليك . قال : كيف وقد وطأت بهما طور سيناء . قال : فمن عينك . قال : كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة . قال : فمن أذنيك . قال : كيف وقد سمعت بهما كلام ربي عز وجل . قال : فأوحي الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت : لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك . وخرج ملك الموت ، فمكث موسى ( عليه السلام ) ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك ، ودعا يوشع بن نون ، فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره ، وبأن يوصى بعده إلي من يقوم بالأمر ، وغاب موسى ( عليه السلام ) عن قومه ، فَمَرذَ في غيبته برجل وهو يحفر قبراً فقال له : ألا أعينك على حفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى ، فأعانه حتى حفر القبر وسوى اللحد ، ثم اضطجع فيه موسى ( عليه السلام ) لينظر كيف هو ؟ فكشف الله له الغطاء فرأى مكانه في الجنة ، فقال : يا رب إقبضني إليك ، فقبض ملك الموت روحه مكانه ، ودفنه في القبر وسوى عليه التراب . وكان الذي يحفر القبر ملك الموت في صورة آدمي ، وكان ذلك في التيه ، فصاح صائح من السماء : مات موسى كليم الله وأيُّ نفس لا تموت . فحدثني أبي