السلام عليك يا إبراهيم . قال : وعليك السلام يا ملك الموت ، أداعٍ أم ناعٍ ؟ قال : بل ناعٍ يا إبراهيم ، فأجب . قال إبراهيم ( عليه السلام ) : فهل رأيت خليلاً يميت خليله ؟ قال : فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال : إلهي قد سمعتَ ما قال خليلك إبراهيم . فقال الله جل جلاله : يا ملك الموت إذهب إليه وقل له : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟ إن الحبيب يحب لقاء حبيبه ) . وفي رواية فقال : يا ملك الموت ، أما الآن فاقبض . قبض روح نبي الله موسى ( عليه السلام ) : في علل الشرائع ( 1 / 70 ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن ملك الموت أتى موسى بن عمران ( عليه السلام ) فسلم عليه فقال : من أنت ؟ فقال : أنا ملك الموت . فقال ما حاجتك ؟ فقال له : جئت أقبض روحك . فقال له موسى : من أين تقبض روحي ؟ قال من فمك . فقال له موسى : كيف وقد كلمت ربي عز وجل . فقال من يديك . فقال له موسى : كيف وقد حملت بهما التوراة . فقال : من رجليك . فقال : وكيف وقد وطأت بهما طور سيناء ؟ قال : وعد أشياء غير هذا ، قال : فقال له ملك الموت : فإني أمرت أن أتركك حتى تكون أنت الذي تريد ذلك ! فمكث موسى ( عليه السلام ) ما شاء الله ، ثم مر برجل وهو يحفر قبراً ، فقال له موسى : ألا أعينك على حفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى ، قال فأعانه حتى حفر القبر ولحد اللحد ، فأراد الرجل أن يضطجع في اللحد لينظر كيف هو ؟ فقال له موسى : أنا أضطجع فيه ، فاضطجع موسى فرأى مكانه من الجنة ، أو قال : منزله من الجنة فقال : يا رب إقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه ، ودفنه في القبر وسوى عليه التراب . قال : وكان الذي يحفر القبر ملك الموت في صورة آدمي ، فلذلك لا يعرف قبر موسى ( عليه السلام ) ) .