القاعدة الثانية : حساب الإنسان على قدر عقله وقدراته قال الله تعالى : لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا . ( الطلاق : 7 ) وهي أوسع من قوله تعالى : لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ، لأن الوسع بمعنى الطاقة وهي تشمل الطاقة الفعلية أو الممكنة الحصول . بينما آتاها تعني ما أعطاها بالفعل وأوصله إليها . وقد يناقش في ذلك ، لكن النتيجة أن الحساب الإلهي إنما يكون على قدر ما أعطى الله للإنسان من إدراك عقلي ، وقدرة نفسية ، وبدنية ، ومادية . فالذي أعطاه الله عشرة بالمئة من العقل ، لا يحاسب كالذي أعطاه خمسين ، أو تسعين . والذي أعطاه الله خمسة من القدرة المالية ، ليس كمن أعطاه خمسين . والرجل البسيط صاحب المعرفة المحدودة ، ليس كالعالم المطلع المتخصص . والذي عاش في زمن النبي ( ص ) والمعصومين ( عليهم السلام ) وعايشهم ، لا يحاسب كمن ولد قبلهم أو بعدهم ولم يتشرف برؤيتهم وتوجيههم المباشر . والذي تيسرت له ظروف الهداية والمعرفة والتقوى ، ليس كمن فرضت عليه ظروف معاكسة . والذي ولد ونشأ بخيلاً لا يستطيع أن يعطي الفلس إلا بجهاد نفسه ! لا يحاسب كالذي نشأ كريماً سخياً يعطي ما في جيبه وما في يده وحتى لقمته . والذي خلق قاصراً في عقله أو فهمه أو بقية قدراته ، ليس كمن خلق تاماً ولكنه عمل عملاً فأفقده هذه القدرات أو بعضها ، أو نسبة منها .