نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 77
الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم في ذلك إلا ظالم ، وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام ، رضيكم الله أنصارا لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته ، وفيكم جلة أزواجه وأصحابه وليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم . . فحن الأمراء وأنتم الوزراء ، لا تفتاتون ( 1 ) بمشورة ، ولا يقضى دونكم الأمور . . ! وفي رواية : قال أبو بكر : إن الله جل ثناؤه بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ودين الحق ، فدعا إلى الإسلام ، فأخذ الله تعالى بنواصينا وقلوبنا إلى ما دعا إليه ، فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاما ، والناس لنا فيه تبع ، ونحن عشيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونحن مع ذلك أوسط العرب أنسابا ، ليست قبيلة من قبائل العرب إلا ولقريش فيها ولادة . وأنتم أيضا - والله - الذين آووا ونصروا ، وأنتم وزراؤنا في الدين ، ووزراء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنتم إخواننا في كتاب الله تعالى ، وشركاؤنا في دين الله عز وجل وفيما كنا فيه من سراء وضراء ، والله ما كنا في خير قط إلا وكنتم معنا فيه ، فأنتم أحب الناس إلينا ، وأكرمهم علينا ، وأحق الناس بالرضا بقضاء الله تعالى ، والتسليم لأمر الله عز وجل ولما ساق لكم ولإخوانكم المهاجرين ، وهم أحق الناس فلا تحسدوهم ، وأنتم المؤثرون على أنفسهم حين الخصاصة ، والله ما زلتم مؤثرين إخوانكم من المهاجرين ، وأنتم أحق الناس ألا يكون هذا الأمر واختلافه على أيديكم ، وأبعد أن لا تحسدوا إخوانكم على خير ساقه الله تعالى إليهم . . . فقال الأنصار : والله ما نحسدكم على خير ساقه الله إليكم ، وإنا لكما
1 . يقال : افتات عليه ، إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه ، هو افتعل من الفوت ، يقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك : قد افتات عليه فيه . راجع النهاية لابن الأثير - فوت - وغيره .
77
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 77