نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 482
ولذا قال في خطبة له : " أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر . . . لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق . . " ( 1 ) . وفي خطبة الشقشقية : " وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء . . " ( 2 ) . ثم إنه ( عليه السلام ) - بعد الفراغ من دفن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجمع القرآن - خطب الناس ودعاهم إلى نصرته ، بل ذهب مع فاطمة والحسنين ( عليهم السلام ) إلى دور المهاجرين والأنصار واستنصرهم لإزالة أبي بكر عن الخلافة المغتصبة ، وذكرهم ما أوصاهم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حقه ، فلم يدع لأحد عذرا في ترك نصرته . كما أن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) حينما خطبت الناس في المسجد دعتهم إلى محاربة الهيئة الحاكمة بأبلغ الوجوه وقالت صريحا : " قاتلوا أئمة الكفر " ، إلا أن ذلك كله لم يؤثر في قلوب خلت عن ذكر الله ، وضعفت في إيمانها ، ثم بعد إتمام الحجة عليهم كان اللازم عليهم أن يجتمعوا لنصرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا أن يأتي هو عندهم ويدعوهم ، فإن مثل الإمام مثل الكعبة يؤتى ولا يأتي . الثانية : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمره بالسكوت ونهاه عن القيام إذا لم يجد أعوانا ، لئلا ينهدم الدين برأسه ويخرب البنيان من رأسه . . ولا يبقى منه شئ . فالإمام ( عليه السلام ) - وإن كان هو الشجاع البطل الذي لا يجترء أحد أن يدنو منه في الحرب ، وكان في أقصى درجات الحمية والغيرة و . . . إلا أنه تحمل كل هذه المشاق لكونه مأمورا بذلك من قبل الله تعالى ومن قبل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . نعم ، الصبر على هذا النوع من البلاء في غاية الصعوبة - لا سيما بالنسبة